تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}

صفحة 390 - الجزء 2

  فأما آحاد الكفار الذين لم يخبر الله تعالى بأنهم من أهل النار فهل يجوز لعنه؟ هذه الآية لا تدل على ذلك، وظاهر أقوال العلماء الجواز، وكأنه مشروط بأن لا يتوب.

  وعن الغزالي: لا يجوز لعن كافر معين؛ لأنه يجوز عليه التوبة، ولا يدري بما يختم له، إلا من علم أنه مات على الكفر، كفرعون وهامان، وأبي لهب، وأبي جهل⁣(⁣١).

  وروي في الأذكار عن بعض العلماء أن من لعن شيئا لا يستحق اللعن فإنه يبادر ويقول: إلا أن لا يستحق اللعن⁣(⁣٢).

  قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}⁣[النساء: ٥٨]

  النزول:

  قيل نزلت في ولاة الأمر، عن زيد بن أسلم، ومكحول.

  وقيل: في أمراء السرايا وقيل: في اليهود، وما وجدوا في كتابهم من صفة النبي ÷(⁣٣)، وقيل: في عثمان بن [أبي]⁣(⁣٤) طلحة بن شيبة، وهو


(١) قد تقدم مثل هذا في البقرة في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ} الآية، وفي قوله تعالى في آل عمران: {كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً} الآية.

(٢) الأذكار للنووي ط (٣) ١٤٠٦ هـ: / ١٩٨٦ ن ص (٤٧٧).

(٣) الكشاف (١/ ٥٣٥)، زاد المسير (٢/ ١١٤)، تفسير الطبرسي (٥/ ١٣٦ - ١٣٧).

(٤) عثمان بن طلحة - هكذا في الأصل، وهو أخو شيبة، وليس ابنه، فلما هاجر طلحة دفع مفتاح الكعبة إلى أخيه شيبة، هذا الذي ذكره الواحدي، وفي الروايات أن شيبة أخو عثمان، وليس أبا لطلحة؛ لأن طلحة هو ابن أبي طلحة، واسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى، بن عثمان بن عبد الدار، بن قصي. جامع الأصول بالمعنى. وفي الكشاف شيبة أخو عثمان، وفي البغوي، والنيسابوري.