تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}

صفحة 391 - الجزء 2

  من بني عبد الدار وكان سادن الكعبة، وذلك أنه ÷ لما دخل مكة يوم الفتح أغلق عثمان باب الكعبة وصعد السطح، وأبى أن يدفع المفتاح إلى رسول الله ÷، وقال: لو علمت أنه رسول الله لم أمنعه، فلوى علي ¥ يده فأخذه منه⁣(⁣١)، وفتح، ودخل رسول الله ÷ وصلى ركعتين، فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح، ويجعل له السقاية والسدانة، فنزلت، فأمر عليا أن يرده إلى عثمان، ويعتذر إليه، فقال عثمان لعلي: أكرهت وآذيت ثم جئت ترفق؟ فقال: لقد أنزل الله في شأنك قرآنا، وقرأ عليه الآية، فقال عثمان: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فنزل جبريل فأخبر الرسول بأن السدانة في أولاد عثمان أبدا، فهي باقية لهم إلى الآن، وهذا هو الظاهر⁣(⁣٢).

  قال الحاكم: وحملها على الحقوق المالية أظهر لقوله: {إِلى أَهْلِها} والعبادات وإن صح كونها أمانة فيبعد دخولها في الظاهر، وصححه القاضي للسبب المذكور المروي⁣(⁣٣).


(١) فإن قلت: كيف لوى علي # يده، وهو على السطح، وقد أغلق الباب؟ قلت:

فيه روايتان، إحداهما أن رسول الله ÷ دعاه فنزل، ثم امتنع على المفتاح فلوى علي # يده. الثانية: أن رسول الله ÷ حمل عليا # على كتفه حتى صعد إليه، ولوى يده، وأخذ المفتاح، وفي هذه الرواية أن عليا # قال: لقد خيل لي أني لو أردت لبلغت السماء. حاشية الكشاف، وفي هذا معجزة له ÷، وفضيلة كبرى لأمير المؤمنين #. (ح / ص).

(٢) الكشاف (١/ ٣٥٣)، الطبرسي (٧/ ١٣٦ - ١٣٧)، زاد المسير (٢/ ١١٤).

(٣) ولفظ الحاكم في التهذيب: (تدل الآية على وجوب اداء الأمانات، وظاهر الكلام يوجب الحقوق المالية لقوله {إِلى أَهْلِها} والعبادات وإن صح كونها أمانة فيتعذر دخولها في الظاهر لقوله {إِلى أَهْلِها} والسبب المروي في مفتاح البيت يدل عليه، عن القاضي).