تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون}

صفحة 96 - الجزء 1

  قال الزمخشري⁣(⁣١) ¥: وأدخل من التبعيضية صيانة لهم، وكفّا عن الإسراف والتبذير المنهي عنه، وأكد هذا بأن قدم مفعول الفعل، كأنه قال: ويخصون بعض المال.

  فإن قيل: هذا معارض لقوله تعالى في سورة الحشر: {وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ}⁣[الحشر: ٩] قلنا: قد جمع بينهما بأنه إن وثق من نفسه بالتعفف عن السؤال فالإيثار أفضل، وإن لم يثق نهي عن


(١) محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي الزمخشري، من هو بأحسن النعوت حري، أبو القاسم المعتزلي، صاحب التصانيف الزاهرة، والتآليف الفائقة الباهرة، المحقق الكبير في الحديث والتفسير، والنحو، واللغة، والمعاني، المتفرد في فنونه بلا ثاني، منها: الكشاف، والمحاجاة بالمسائل النحوية، والمفرد، والمركب في العربية، والفائق في غريب الحديث، وأساس البلاغة، وربيع الأبرار، ونصوص الأخبار، ومتشابه أسامي الرواة، والنصائح الكبار، والنصائح الصغار، وضالة الناشد، والرائد في علم الفرائض، والمفصل في النحو، وشرحه خلق كثير، والأنموذج، والمفرد والمؤلف، ورؤوس المسائل الفقهية، وشرح أبيات سيبويه، والمستقصى في الأمثال الغريبة، والبدور السافرة في الأمثال السائرة، وديوان التمثيل، وشقائق النعمان في حقائق النعمان، وشافي العي من كلام الشافعي، والقسطاس في العروض، ومعجم الحدود، والمنهاج في الأصول، ومقدمة الأدب في اللغة، وديوان الرسائل، وديوان الشعر، والرسائل الناصحة، والأمالي الواضحة في كل فن، والمقامات خمسون مقامة، ونوابغ الكلم وغير ذلك، ولادته يوم الأربعاء ٢٧ رجب سنة ٤٦٧ هـ بزمخشر، وجاور بمكة، وصاحب الإمام عليّ بن عيسى بن حمزة بن وهاس، ودخل بغداد، واتفق بالإمام أبي السعادات الحسني الشجري النحوي، وأطنب فيه من ترجم له، فقد تحمل مقالة أهل العذل، وجرد سيف الجدال لنفاة العدل والعقل، وله شعر كثير منه قوله في ترثية شيخه أبي مضر، واسمه محمود بن جرير الطبري.

وقائلة ما هذه الدرر التي ... تساقط من عينيك سمطين سمطين

فقلت هو الدر الذي كان قد حشى ... أبو مضر أذني تساقط من عيني

وله من البديع ما يكثر، توفي بجرجانية خوارزم، ليلة عرفة سنة ٥٣٨ هـ.