قوله تعالى: {إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون}
  الإسراف في الإنفاق، وعليه خبر البيضة، وسيأتي إنشاء الله تعالى زيادة في تفصيل هذا الحكم.
  قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}[البقرة: ٦]
  التعريف في {الَّذِينَ} إما للعهد، ويراد بذلك لأناس بأعيانهم، كأبي لهب، وأبي جهل، والوليد بن المغيرة وأضرابهم.
  وإما للجنس، ويراد بذلك من علم الله أنه لا يؤمن.
  ويجوز أن يكون للعموم، والمعنى: لا يحصل الإيمان من جميعهم، وإن حصل من بعضهم، ويجوز أن يخاطب بالعام ويراد به الخاص، وقد قيل: إنها نزلت في أبي جهل، وخمسة من أهل بيته.
  وقيل: في اليهود، وقيل: في قوم من المنافقين، وقيل: في مشركي العرب وقيل: في قوم بأعيانهم من اليهود، ومنهم حيي بن أخطب، وقيل: في قادة الأحزاب، وقيل: عام في جميع الكفار.
  والمعنى: أن الإيمان لا يحصل من جميعهم.
  ثمرة الآية: جواز الدعاء وإن عرف أنه لا يحصل الإيمان، والدلالة دلالة إشارة؛ لأن الله تعالى أعلمه إن الإنذار لا يؤثر، وحصل منه الإنذار بعد ذلك.
  إن قيل: في الأنعام في قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}[الأنعام: ٥١] فأمره تعالى أن يجعل الإنذار لمن اختص بصفة الخوف، فالمفهوم أنه لا ينذر من لم يختص بصفة الخوف؟ قلنا: قد علم أن إنذاره وإعلامه عام، ولكنه تعالى خص إنذار من هذه صفته من مؤمن قصّر في العمل، أو كافر