تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فقاتل في سبيل الله}

صفحة 411 - الجزء 2

  يجلب بها نفع بها لمسلم، أو يدفع بها عنه شرا، وابتغى بها وجه الله، ولم يؤخذ عليها رشوة، وكانت في أمر جائز لا في حد يلزم، ولا حق واجب عليه⁣(⁣١)، والشفاعة السيئة خلاف ذلك.

  وروي عن مسروق أنه شفع فأهدى إليه المشفوع له جارية، فغضب وردها، وقال: لو علمت ما في قلبك لم أتكلم في حاجتك، ولا أتكلم فيما بقي منها، ولعل هذا تحرج منه، وإلا فقبول المجازاة على الإحسان جائز.

  واعلم: أن الشفاعة داخلة في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد يكون الأمر واجبا، وقد يكون مندوبا، فهكذا الشفاعة، وفيها ترغيبات.

  وقد أفرد الحاكم في (السفينة) بابا في الترغيب فيها، وروى فيها أخبارا عنه ÷.

  وقيل: الشفاعة الدعاء بالخير والسرور⁣(⁣٢).

  وروي في سبب في نزولها أن اليهود والمنافقين كانوا يدعون على النبي # بالهلاك، وكانوا إذا دخلوا يقولون: السام عليك، والسام هو الموت.

  وروى (في الكشاف) عنه ÷: «من دعا لأخيه المسلم بظهر الغيب استجيب له، وقال له الملك: ولك مثل ذلك»⁣(⁣٣) فذلك النصيب، والدعوة على المسلم بضد ذلك، وهذا المعنى هو ثمرة الآية من طلب النفع، ودفع المضرة، والدعاء للمسلم.


(١) لعله يأتي في مثل حقوق الله تعالى كالزكاة، ونحوها، والله أعلم - وفي النيسابوري ما لفظه: ولا في إبطال حق من الحقوق. (ح / ص).

(٢) الكشاف: (١/ ٥٤٩)

(٣) ومثله الطبرسي (١/ ١٨٧)، وانظر تخريج الكشاف.