تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}

صفحة 412 - الجزء 2

  قوله تعالى: {وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها}⁣[النساء: ٨٦]

  النزول: قيل: نزلت الآية في قوم بخلوا بالسلام، وقد اختلف المفسرون ما المراد بالتحية في الآية؟ فقال الأكثر: إن المراد السلام، وهو أحد معاني التحية⁣(⁣١) في اللغة، قال الشاعر:

  إنا محيوك فاسلم أيها الطلل

  وقيل: المراد بها الدعاء، وقيل: الهبة، والظاهر هو الأول وقد أفادت أن المسلم إذا قال: السلام عليك؛ أن تقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

  والمثل أن يقول: وعليك، أو تقول مثل كلامه.

  قال جار الله وغيره: وفي الحديث: (أن رجلا قال لرسول الله ÷ السلام عليكم، فقال: وعليكم السلام ورحمة الله، وقال آخر: السلام عليكم ورحمة الله، فقال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فقال آخر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال: وعليك، فقال الرجب تقصيتني، فأين ما قال الله تعالى؟ وتلا هذه الآية، فقال #: «إنك لم تترك لي فضلا فرددت عليك مثله».

  هذا هو الظاهر في رواية رواها في السنن عنه ÷ (أن رجلا جاء إلى النبي ÷ فقال: السلام عليك، فرد وقال: عشرا، ثم جاء آخر فقال: السلام عليك ورحمة الله، فرد وقال: عشرين، ثم جاء آخر فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فرد عليه وقال: ثلاثين).

  وفي رواية (فجاء آخر فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته،


(١) الكشاف (١/ ٥٤٩)