تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما}

صفحة 430 - الجزء 2

  أخوه لأمه، ثم إنها حلفت لا يظلها سقف، ولا تذوق طعاما حتى يأتيا به، فخرجا له فحلفا لا يصيبانه بمكروه، وفتل أبو جهل منه في الذروة والغارب⁣(⁣١)، وقال: أليس محمد يحثك على صلة الرحم، انصرف وبر أمك وأنت على دينك، فنزل وذهب معهما، ولما خرجوا من المدينة كتفاه وجلده كل واحد منهما مائة جلدة⁣(⁣٢).

  قال جار الله: فقال للحارث: هذا أخي فمن أنت يا حارث؟ لله علي إن وجدتك خاليا أن أقتلك، وقدما به إلى أمه، فحلفت لا تحل كتافه أو يرتد.

  قيل: وترك مكتوفا في الشمس حتى أعطاهم الذي أرادوا.

  وقيل: إن الحارث قال له: إن كان الذي كنت عليه هدى فقد تركته، وإن كان ضلالة فقد دخلت فيه، فغضب عياش وحلف إن وجده خاليا ليقتلنه، ثم إن عياشا أسلم وهاجر إلى المدينة ولقي الحارث وقد أسلم ولم يعلم بإسلامه، فقتله بظهر قباء، فأخبر بإسلامه، فأتى النبي ÷ فأخبره فنزلت الآية⁣(⁣٣).


(١) في حاشية الكشاف: وقيل: الذروة أعلى السنام، والغارب مقدمه، وهو كناية عن المكر والخديعة، وأصله أن الرجل إذا أراد إيناس البعير الصعب ليزمه فينقاد له جعل يمر يده عليه، ويمسح غاربه، ويفتل وبره حتى يستأنس، ويضع عليه الزمام.

(٢) عبارة البغوي: وقالت لابنها الحارث وأبي جهل بن هشام، وهما أخواه لأمه: والله لا يظلني سقف، ولا أذوق طعاما حضر، ولا شرابا حتى تأتوا به، فخرجا في طلبه، وخرج معهما الحارث بن زيد بن أبي أنيسة، وحكى القصة، وعبارة الكشاف والنيسابوري: فخرج أبو جهل، ومعه الحارث بن زيد بن أبي أنيسة، ففي عبارة الكتاب بعض اضطراب. (ح / ص). وستأتي القصة أيضا في العنكبوت في تفسير قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ}.

الكتف: شدّ يد الرجل إلى خلفه. والكتاف: الحبل الذي يكتف به.

(٣) الكشاف (١/ ٥٥٢ - ٥٥٣).