قوله تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما}
  منها: كقوله تعالى: {فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ}، وقوله تعالى: {خالِداً فِيها}، وقوله تعالى: {وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ}، وقوله تعالى: {وَلَعَنَهُ}، وقوله تعالى: {وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً}، وقوله تعالى: {عَظِيماً}.
  سبب نزولها: في مقيس بن ضبابة(١)، وجد أخاه هشاما قتيلا في بني النجار فذكر [ذلك] لرسول الله ÷ فأرسل معه قيس بن هلال الفهري وقال [له]: «قل لبني النجار إن علمتم قاتل هشام فادفعوه إلى أخيه ليقتص منه، وإن لم تعلموه فادفعوا إليه ديته» فبلّغ الفهري الرسالة فأعطوه الدية، ورجع ومعه الفهري، فوسوس، إليه الشيطان أن يقتل الفهري فرماه بصخرة فقتله، وركب بعيرا ورجع إلى مكة كافرا وأنشأ يقول:
  قتلت به فهرا وحملت عقله ... سراة بني النجار أرباب فارع
  فأدركت ثأري واضطجعت موسدا ... وكنت إلى الأوثان أول راجع
  فقال ÷: «لا أؤمنه في حل ولا حرم» فقتل يوم الفتح، ففيه نزلت الآية(٢).
  وقيل: نزلت في المستحل لقتل المؤمن، وقيل: في كل قاتل للمؤمنين(٣).
  وثمراتها: الحكم على قاتل المؤمن عمدا بأنه ارتكب كبيرة توجب تخليده في النار، واختلفوا إذا تاب هل تقبل توبته؟ وأكثر العلماء قطعوا بقبول توبته.
(١) في نسخة (مقيس بن ذبالة) وهو هكذا في تهذيب الحاكم، وفي البغوي، وأسبب النزول للواحدي، والبيضاوي (مقيس بن ضبابة) بالباء الكناني.
(٢) تفسير الطبرسي (٥/ ١٩٤)، زاد المسير (٢/ ١٦٦)، الخازن (١/ ٤١١)، الطبري (٤/ ٢١٩) أسباب النزول للواحدي ص (٩٨)، الدر المنثور للسيوطي (٢/ ١٩٦) ()
(٣) تهذيب الحاكم الجشمي (خ).