تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون}

صفحة 102 - الجزء 1

  الثاني: السعي في الأرض بالفساد، والمراد فسادا مخصوصا، فكأن الآية مجملة، وفعل النبي ÷ بيان لها.

  قوله تعالى: {يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}⁣[البقرة: ٢١]

  الثمرة من هذه الآية حكمان:

  الأول: أن الكفار مخاطبون بالواجبات الشرعية لعموم قوله تعالى: {يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} وذلك عام في كل مكلف، مع أنه روي عن ابن عباس، والحسن: أن ما في القرآن من: {يا أَيُّهَا النَّاسُ} نزل بمكة، وما فيه من {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} نزل بالمدينة.

  وهذا القول ذهب إليه أكثر العلماء من أهل البيت $، والمعتزلة، والشافعي، ولعموم قوله تعالى في سورة الفرقان بعد ذكر المحرمات: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً}⁣[الفرقان: ٦٨] ولقوله تعالى في سورة المدثر: {قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ}⁣[المدثر: ٤٣] فكان العقاب على ترك الواجب، وفعل القبيح.

  وقالت الحنفية، ومالك، وأبو حامد من أصحاب الشافعي: إن الكفار غير مخاطبين بالواجبات الشرعية، ويجعلون هذه العمومات مخصصة بوجهين:

  الأول: أنه قد ورد في الحديث الصحيح أن رسول الله ÷ أرسل بعض رسله إلى قوم من المشركين، وقال ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإن أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله تعالى