تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا}

صفحة 453 - الجزء 2

  يسلم من قومه غيره، فغزتهم سرية لرسول الله ÷، وكان مع مرداس غنيمة له، فلما وردوا عليه كبر، وقال: لا إله إلا الله محمد رسول الله، السلام عليكم، فقتله إسامة بن زيد، واستاق غنمه، فأخبروا رسول الله ÷ فوجد وجدا شديدا فقال: «قتلتموه، أراده ما معه» ثم قرأ الآية على أسامة، فقال: يا رسول الله: استغفر لي، فقال «فكيف بلا إله إلا الله» قال أسامة: فما زال يكررها، حتى وددت أني لم أكن أسلمت يومئذ، ثم استغفر لي وقال: «اعتق رقبة قتل» وحين ذلك حلف أسامة لا يقتل رجلا قال: لا إله إلا الله⁣(⁣١)، وبهذا اعتذر إلى علي # حين تخلف عنه، وإن كان عذرا غير مقبول؛ لأن القتال مع الإمام واجب عند خروج البغاة، ويكفر يمينه، قال الحاكم: إلا أن أمير المؤمنين أذن له.

  وروي أنه ÷ قال للقاتل: «لم قتلته وقد أسلم»؟ قال: إنما قاله متعوذا، فقال: «هلا شققت عن قلبه»، ثم حمل⁣(⁣٢) رسول الله ÷ ديته إلى أهله، وقيل: القاتل المقداد.

  ثمرة الآية الكريمة: وجوب التثبت والتأني فيما يحتمل الحظر والإباحة، {فَتَبَيَّنُوا} بالنون من الثبات، وهذه قراءة الأكثر وقراءة حمزة والكسائي، (فتثبتوا) من الثبات.

  ويدخل في هذا أحكام كثيرة من الاعتقادات، والأخبار، والأفعال، من الأحكام، وسائر الأعمال، فهذا حكم.

  الحكم الثاني

  أنه يجب الأخذ بالظاهر فمن أظهر الإسلام، أو شيئا من شعار


(١) زاد المسر (٢/ ١٧١، الطبرسي (٤/ ٢٢٥ - ٢٢٦)، خبر (١٠٢٢٦) الكشاف (١/ ٥٥٥)، ابم كثير (١٨٥٣).

(٢) وفي نسخة (ثم حمله رسول الله ÷ ديته إلى أهله) أي: أوجبها عليه من ماله.