تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون}

صفحة 114 - الجزء 1

  أو إلى المصالح العامة، فمصلحة الوالد: ما يعود إليه من دعاء ولده، وعود الثواب إليه بتعليمه للخير.

  وفي الحديث عنه ÷: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: ولد صالح يدعو له بالخير، وعلم ينتفع به، وصدقة جارية)⁣(⁣١) وفي الحديث عنه ÷: (إن القوم ليبعث الله تعالى عليهم العذاب حتما مقضيا فيقرأ صبي من صبيانهم الحمد لله رب العالمين فيسمعه الله تعالى فيرفع عنهم العذاب أربعين سنة) وكذا شفاعة الولد لأبويه إن مات صغيرا، والمصالح العامة: من كسب العلم ونشره، ونحو ذلك.

  وأما لغير ذلك فيكره، وقد قال تعالى في سورة المنافقين: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ}⁣[المنافقون: ٩] وقال تعالى في سورة التغابن: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ}⁣[التغابن: ١٤] وقال تعالى فيها: {أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ}⁣[التغابن: ١٥].

  وقيل لعيسى #: هل لك في الولد حاجة؟ فقال: ما حاجتي إلى من عاش كدّني، وإن مات هدّني.

  وفي الحكاية: أن رجلا من مياسير أهل البصرة كان يتمنى ابنا، وينذر عليه النذور، فولد له ابن فسر به، وأحسن تربيته، وبلغ في الإحسان إليه كل مبلغ، حتى بلغ الحلم، فلم يشعر الشيخ ذات يوم إلا وخنجر خالط جوفه من وراء ظهره، فاستغاث بابنه فلم يجبه، فالتفت فإذا ابنه صاحب الخنجر.


(١) أخرج مسلم معناه في كتاب الوصية باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته، والترمذي ٢/ ٤١٨، رقم ١٣٩٠، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأبو داود ٣/ ١١٧ رقم ٢٢٨٠، والنسائي ٦/ ٢٥١، وأحمد في الفتح الرباني ٩/ ٢٠٤ رقم ٢٤٨.