تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين}

صفحة 115 - الجزء 1

  ويحكى أن الفخر الرازي أحسن التربية لولد له، وكان جافيا عاقا فقال في ذلك:

  كم حسرة لي في الحشا ... من ولد لي قد نشا

  كنا نشاء بره ... فما نشا كما نشا

  قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ}⁣[البقرة: ٣٤]

  ثمرة هذه الآية الكريمة أحكام:

  الأول: أنه ينبغي تعظيم العلماء؛ لأن الملائكة $، لما أنبأهم آدم بالأسماء، ورأوا ما معه من العلم ما لم يعلموه عظموه، وهذا الحكم ظاهر في الكتاب الكريم، وسنة النبي ÷.

  في الحديث عنه ÷: (صحبة العلماء زين، ومجالستهم كرم، والنظر إليهم عبادة، والمشي معهم فخر، ومخالطتهم غنيمة، والأكل معهم شفاء، ينزل عليهم ثلاثون رحمة، وعلى غيرهم رحمة واحدة، هم أولياء الله، طوبى لمن خالطهم، خلقهم الله شفاء للناس، فمن حفظهم لم يندم، ومن خذلهم ندم) رواه الحاكم.

  ويقال: سادات الخلق ثلاثة: الملائكة، والأنبياء والسلاطين، وكلهم خضعوا للعلم

  أمر الملائكة بالسجود لآدم لعلمه، وأما الأنبياء فما كان من حديث الخضر وموسى، وأما السلاطين ففي قصة يوسف #. وقوله: {فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ}⁣[يوسف: ٥٤].