تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين}

صفحة 116 - الجزء 1

  وقد ذكر بعض المفرعين للمذهب: أن من سب إماما أو عالما فسق⁣(⁣١).

  الحكم الثاني في السجود لغير الله تعالى:

  وقد حكى الله تعالى هنا أمره للملائكة بالسجود لآدم، وكذا في سورة الكهف في قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}⁣[الكهف: ٥٠] وورد في سورة يوسف في قوله تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً}⁣[يوسف: ١٠٠] وفي سورة (ص) في قوله تعالى: {إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ}⁣[ص: ٧١ - ٧٤].

  وظاهر الدلالة من هذه الآيات أن مجرد السجود تعظيما ليس بكفر، وأنه جائز، ولكن الاحتجاج بهذه الآيات يحتاج إلى معرفة صفة السجود لآدم، وليوسف المذكور في الآيات الكريمة، وذلك لأن السجود يقع على وجوه:

  وهي أن يكون على وجه العبادة للسجود له، وهذا لا يجوز لغير الله تعالى؛ لأنه إشراك في العبادة، قال في المحيط⁣(⁣٢): الكفر بالجوارح نحو عبادة الأصنام، فأما ما كان لغير الله تعالى من الملائكة والبشر، كالسجود لآدم # ويوسف فليس على وجه العبادة.


(١) ولعل الدليل على ذلك التواتر المعنوي بما ورد في هلاك من فعل ذلك، والله أعلم، وإلا فلا دليل صريحا قاطعا بذلك، فليتأمل.

(٢) المحيط: لعله أراد محيط القاضي عبد الجبار، وفي حاشية في بعض النسخ (أما صاحب المحيط فهو علي بن الحسين، من معاصري الإمام أبي طالب، ولعل النقل من الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار، وشرحها للسيد ما نكديم.