قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين}
  [قوله ÷: (لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المراة أن تسجد لزوجها) الخبر](١) وإن حمل على غير السجود فذلك ظاهر، وقد يقال: إن سورة يوسف، والكهف هما مما لا ناسخ فيهما ولا منسوخ
  قال: وعند أبي القاسم، وأبي علي: على أي وجه سجد فقد كفر، ويحجهما قوله تعالى في سورة النحل: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ}[النحل: ١٠٦].
  ويقال: الناطق بكلمة الكفر - نطقه أعظم من السجود لغير الله تعالى، فإذا لم يكفر مع الإكراه فكذا الساجد مع الإكراه.
  وأما قوله ÷: (من تشبه بقوم فهو منهم)(٢) والسجود لغير الله عمل بعض الكفار فذلك دليل على النهي، لا على نفس الكفر.
  وقد ورد عنه ÷ النهي عن أن ينحني أحد لغيره(٣).
  الحكم الثالث: أنه يجوز الإستثناء من غير الجنس، وذلك شائع كثيرا، وهذا قول الأكثر: إن إبليس ليس من الملائكة، وإنما هو من الجن؛ لقوله تعالى في سورة الكهف: {كانَ مِنَ الْجِنِ}[الكهف: ٥٠] وعن الحسن: أنه أب الجن، كما أن آدم أب الإنس، وعن ابن مسعود(٤):
(١) ما بين قوسي الزيادة بياض في الأصل، ومصحح في النسخة أ. وفيه تصحيح آخر بعد قوله (والناسخ له) [مما يصلح أن يكون ناسخا].
(٢) أخرجه أبو داود ٤/ ٤٤، برقم ٤٠٣١، وأحمد في مسنده ٢/ ٥٠.
(٣) روى الترمذي ٤/ ١٧٢ رقم ٢٨٧١ عن أنس بن مالك قال قال رجل: يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أو ينحني له؟ قال: لا، قال: فيلتزمه ويقبله؟ قال: لا، قال: فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: نعم. قال الترمذي: حديث حسن.
(٤) عبد الله بن مسعود بن غافلة - بالغين والفاء معجمتين - الهذلي نسبا، الزهري حلفا، الكوفي موئلا، كان عبد الله من أهل السوابق، وكان سادسا، أو سابعا في الإسلام، وهاجر قديما، وأمه أيضا، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله ÷ =