تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين}

صفحة 142 - الجزء 3

  في الحاكم: وهذا مأخوذ من سبب النزول، وترك النبي ÷ بني قينقاع لعبد الله بن أبي.

  الحكم الثالث

  صحة المولاة منهم لبعضهم بعضا، وقد قال علي بن موسى القمي: الآية تدل على أنهم ملة واحدة، فتصح المناكحة بينهم والموارثة، كما قال أبو حنيفة، وأحد قولي الشافعي، والمذهب خلاف ذلك، والدلالة على ما ذكره محتملة؛ لأنها تحتمل أن المراد {بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ} في معاداة المسلمين، أو يعني: بعض اليهود أولياء لبعض اليهود.

  الحكم الرابع:

  أن من تولاهم فهو منهم، ولا خلاف أنه قد صار عاصيا لله كما هم عصاة، ولكن أين يبلغ حد معصيته؟ وقد اختلف في ذلك. فقيل: معنى قوله تعالى: {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} أي: حكمه حكمهم في الكفر، هذا حيث نصرهم على دينهم، فكأنه قد رضيه، وقيل: من تولاهم على تكذيب رسول الله ÷، وقيل: المراد أنهم منهم في وجوب عداوته والبراءة منه.

  قال الحاكم: ودلالة الآية مجملة، فهي لا تدل على أنه كافر، إلا أن يحمل على الموافقة في الدين.

  الحكم الخامس

  ذكره الحاكم: أنه لا يجوز الاستعانة بهم.

  قلنا: ذكر المنصور بالله في المهذب أنه ÷ قد حالف اليهود على حرب قريش وغيرها إلى أن نقضوه يوم الأحزاب، وجدد رسول الله ÷ الحلف بينه وبين خزاعة، حتى كان ذلك سبب الفتح، وكانت خزاعة عيبة نصح⁣(⁣١) رسول الله ÷ مسلمهم وكافرهم.


(١) العيبة: زنبيل من أدم، وهي ما تلف فيها الأشياء ونحوها.