تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وحرموا ما رزقهم الله}

صفحة 257 - الجزء 3

  كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}⁣[الأنعام: ١٤١]

  [النزول]

  قيل: نزل قوله تعالى: {وَلا تُسْرِفُوا} في ثابت بن قيس بن شماس، وذلك أنه أدخل المساكين على نخيله، وكانت له خمسمائة نخلة، فأتوا على جميعها، ولم يعد على أهله بشيء، وعاد عليهم بذلك مكروه، فالمعنى: لا تسرفوا في الصدقة، نظير قوله تعالى: {وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ}⁣[الإسراء: ٢٩].

  ولهذه الآية ثمرات:

  الأولى: أن في ثمر هذه المذكورات حقا لازما، واختلف في ذلك الحق، فقيل: إنه غير الزكاة؛ لأن هذه الآية الكريمة مكية، والزكاة إنما فرضت في المدينة.

  ثم اختلفوا في هذا الحق هل هو ثابت أو منسوخ؟ فقال مجاهد، والشعبي، والنخعي: إنه باق، وهو إطعام من يحضر الحصاد لهذه الآية.

  وفي التهذيب عن علي # ومحمد بن علي، وعطاء، ومجاهد، وابن عمر، والحكم، وحماد، وسعيد بن جبير، والربيع بن أنس: هو حق ثابت غير الزكاة، وهو ما تيسر مما يعطى المساكين.

  فقال بعض هؤلاء: هو التقاط السنبلة، وقال بعضهم: يعطى قبضات.

  وقال بعضهم: كانوا يعلقون العذق عند الصرام فيأكل منه من مرّ به.

  وقال بعضهم: هو حق منسوخ بإيجاب العشر، ونصف العشر، وبقوله #: «ليس في المال حق سوى الزكاة».