قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}
  فهناك يسمع ما تقول ويقتدى ... بالقول منك وينفع التعليم
  تصف الدواء لذي السقام من الردى ... ومن الردى قد كنت أنت سقيم
  قال في الحلل: وقيل: إنها للأخطل(١)، وقيل: إنها للمتوكل الليثي(٢).
  والبر: الإحسان، وفي المثل «لا يعرف الهر من البر»(٣) يعني: من يبره ممن يهر عليه، وقيل: السنور من الفأرة، وقيل: الهر - دعاء الغنم، والبر: سوقها، والبر: يطلق على كل خير.
  قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ}[البقرة: ٤٥]
  الثمرة من ذلك:
  أنه ينبغي الاستعانة على البلايا والنوائب بالصبر عليها، والالتجاء
(١) الأخطل: هو غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو، أبو مالك، من بني تغلب، أبو مالك، شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع، وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم جرير، والفرزدق، والأخطل نشأ على المسيحية في الجزيرة. ولد سنة ١٩ وتوفي سنة ٩٠ هـ.
(٢) المتوكل الليثي: هو المتوكل بن عبد الله بن نهشل بن مسافع بن وهب الليثي من شعراء الحماسة، وكني بأبي جهمة، وهو ليثي من ليث ابن بكر وقيل: كان زمن معاوية، ونزل الكوفة. توفي سنة ٨٥ هـ قال الآمدي: وهو صاحب البيت المشهور (لا تنه عن خلق ...).
وفي الأشعار المجموعة من مؤسسة الفرقان (مجموع الأبيات لأبي الأسود الدؤلي، وقد ورد البيت الأول، وهو (لاتنه عن خلق ..) فقط ضمن قصائد للمذكورين، وأما بقية الأبيات فلم توجد إلا في قصيدة لأبي الأسود الدؤلي.
(٣) الهر: الاسم من قولك: هررته هرا اي كرهته. وفي المثل: فلان لا يعرف هرا من بر اي لا يعرف من يكرهه ممن يبره. ويقال: الهر في هذا المثل: دعاء الغنم والبر سوقها.