تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {واقعدوا لهم كل مرصد}

صفحة 391 - الجزء 3

  وما ذكر في الحديث وهو قوله # -: «الإيمان قيد الفتك» وفسر الفتك بأنه القتل غيلة، حتى قيل: إن المسلم بعد هذا كان إذا وجد الكافر نائما أيقظه ليقتله، فلعل الجواب [أن هذا مقيد بمن له عهد، وأما من لا عهد له فيجوز قتله]⁣(⁣١).

  وقوله تعالى: {وَخُذُوهُمْ} أراد به الأسر.

  وقوله تعالى: {وَاحْصُرُوهُمْ} قال جار الله: قيدوهم وامنعوهم من التصرف في البلاد.

  وعن ابن عباس: حصرهم أن يحال بينهم وبين المسجد الحرام.

  وقوله تعالى: {وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} أي: كل طريق للقتل والأسر.

  وقد اختلف العلماء هل هي ناسخة أو منسوخة، أو لا ناسخة ولا منسوخة؟

  فمقتضى كلام الحاكم أنها لا ناسخة ولا منسوخة؛ لأن الجمع من غير منافاة ممكن، فحيث ورد في القرآن ذكر الإعراض المراد به إعراض إنكار لا تقرير.

  وأما الأسر والفداء فالمراد أنه خير بين ذلك، لا أن القتل حتم، إذ لو كان حتما لم يكن للأخذ معنى بعد القتل.

  وقيل: إنها ناسخة لما ورد من ذكر الإعراض والعفو والصيانة عن القتل في الأشهر الحرم، ومثلها قوله تعالى في سورة الأنفال: {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ} الآية.

  وقد ذكر القاضي عبد الله بن محمد بن أبي النجم في كتابه (التبيان):


(١) ما بين القوسين موجود في حاشية في الأم المنقول عليها.