تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {إنه ليس له سلطان}

صفحة 142 - الجزء 4

  الله ÷ يمسح عينيه ويقول: «ما لك! إن عادوا إليك فعد إليهم بما قلت».

  ومنهم: خير مولى الحضرمي أكرهه سيده فكفر، ثم أسلم مولاه وأسلم، وحسن إسلامهما.

  وقال في التهذيب،: نزل قوله: {مَنْ كَفَرَ بِاللهِ} و {مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً}: في عبد الله بن سعيد بن أبي سرح، وقوله: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ} في عمار بن ياسر وأصحابه.

  وقيل: نزلت في عياش بن أبي ربيعة آمن وهاجر، وكان برا بأمه فحلفت ألا تأكل حتى يعود إليها، فقدم عليه رجلان وأخبراه بذلك، فأراد أن ينصرف فنهاه عمر، فأبى وخرج فلما كان ببعض الطريق عذبه من أخبره بقول أمه حتى رجع بلسانه.

  ثمرات الآية الكريمة أحكام:

  الأول: من افترى الكذب على الله تعالى: كفر؛ لأنا قد قدرنا تعلق قوله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللهِ} إلى قوله: {إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ} وقد يقال: من كذّب الله تعالى كفر إجماعا، ومن كذب على الله، وفيه رد لما علم خلافه ضرورة، كأن يقول: أحل الله الخمر والزنا، ونحو ذلك، أو يقول: لم يوجب الله الصلاة ونحو ذلك كفر، لا إن لم يعلم خلاف ذلك ضرورة.

  الحكم الثاني: أن من نطق بكلمة الكفر مكرها، ولم يشرح صدره قال جار الله: أي: لم يعتقده، ولم تطب به نفسه، فإنه لا يكفر، وهذا إجماع.

  فإن قيل: فما الأفضل هل النطق بكلمة الكفر وقاية لدمه، أو الصبر على القتل؟