قوله تعالى: {وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون}
  وقال #: «أبردوا بالظهر فإن شدة الحر من فيح جهنم».
  وروي أنه ÷ كان إذا صلى العشاء يخرج وقد مالت رءوس أصحابه؛ من النعاس، قالوا: ولأن بالتعجيل تفوت الجماعة عن كثير من الناس.
  قلنا: هذا لا يقاوم ما تظاهرت به الأخبار من قوله ÷: «أفضل الأعمال الصلاة لأول وقتها» ولأن ذلك ينتقض بالمغرب فإن تعجيلها أفضل إجماعا، إلا عن بعض الروافض.
  وأما تعجيل الزكاة في أول الحول فذلك مأخوذ من عموم المسارعة إلى الخيرات.
  وقال الناصر، ومالك: إنما تجب بتمام الحول، فلا يجوز الإخراج قبله كالصلاة قبل دخول وقتها، وفي كلام أهل المذهب بأن التعجيل أفضل دلالة على أن الأخذ بالأفضل على المذهب أولى من تركه، والأخذ بالإجماع.
وقوله تعالى: {وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً}
  قال الحاكم: دل ذلك على أن العبادة يحسن فعلها رغبة ورهبة، وقد تقدم ذلك.
  قوله تعالى: {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ}[الأنبياء: ٩٣]
  - المعنى: اختلفوا في الدين بما لا يجوز، فصاروا فرقا -: دلت على أن التفرق في الدين مذموم، وهذا كقوله #: «ستفترق أمتي على سبع وسبعين فرقة واحدة ناجية» وهذا في ما كان الحقّ فيه واحدا من مسائل أصول الدين: من التوحيد، والعدل، والثواب، وأصل الشرائع، وما علم من دينه # ضرورة، وقد يبلغ الخطأ الكفر، وقد يبلغ الفسق.