تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم}

صفحة 388 - الجزء 4

  قال صاحب شرح البرهان: هذا غريب ولم يقل أحد من أئمة العربية أن الواو للتعليل.

  وقد كثر الرد والكسر⁣(⁣١) في كتب الأصوليين على كل قول من هذه الأقوال

  فروع تتعلق بهذه الأقوال:

  لو قال: وقفت أرضي هذه على العلماء والغزاة إلّا الأغنياء فمن رد إلى جميع الجمل أخرج الأغنياء من الطائفتين، ومن رد إلى الآخرة أدخل الأغنياء من العلماء، وأخرجهم من الغزاة.

  وأما من توقف فقيل: يخرج الأغنياء من الطائفتين؛ لأنا لم نتحقق الاستحقاق.

  فرع ثان:

  إذا قال: أنت طالق طلقة وطلقة إلا طلقة:

  فقال المروزي: تقع عليها طلقة واحدة، وهذا يناسب ما في كتب الأصوليين أنه إذا تعذر رده إلى الجملة الأخيرة رد إلى مجموعهما، مثل عليّ له خمسة وخمسة إلّا سبعة، وأيضا فقد قال ابن الحاجب عطف المفردات يصيرها كالجملة الواحدة.

  قال الإمام يحيى في الانتصار: - والمنصوص للشافعي وهو المختار -: تقع طلقتان؛ لأن من حقه أن يرجع إلى ما يليه وهو مستغرق له فيبطل.

  فرع ثالث:

  إذا قال: أنت طالق ثلاثا إلّا اثنتين وواحدة قال في الانتصار: - فقال


(١) الكسر: هو تخلف الحكم عن العلة، مثل تعليل الإفطار في السفر بحكمة المشقة، فيكسر بصنعة شاقة في الحضر.