تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم}

صفحة 202 - الجزء 1

  وأما العرصة: فتبقى ويحاط عليها بحائط خشية تنجيسها، فيكون الخراب الذي منعته الآية مخصصا، وفي قصة الخضر في خرق السفينة لئلا يأخذها الظالم دلالة على خلاف قول المنصور بالله.

  الفرع الثالث: إذا أريد نقض المسجد لإعادة أوسع منه، ودعت الحاجة إلى ذلك، وغلب على الظن⁣(⁣١) القدرة على العمارة، فقول المؤيد بالله أخيرا، والمنصور بالله: إنه يجوز نقضه لهذا المعنى، ولا يحل للمتولي منع الناقض، وتبطل ولايته بالمنع، فلا يكون هذا من الخراب المنهي عنه؛ لأن القصد بالخراب هنا العمارة، والترغيب في الذكر⁣(⁣٢).

  وقول المؤيد بالله قديما: لا يجوز؛ لأنا نجوز عجز الناقض.

  قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ}⁣[البقرة: ١١٥]

  [سبب النزول]

  اختلف أهل التفسير في سبب نزول هذه الآية على أقوال:

  الأول: ما روي بالإسناد إلى جابر بن عبد الله قال: «بعث رسول الله ÷ سرية كنت فيها، فأصابتنا ظلمة، فلم يعرف أحدنا القبلة، فقال طائفة منا: قد عرفنا، القبلة هاهنا، فصلوا إلى جهة الشمال، وخطوا خطا، وقال بعضنا: القبلة هاهنا قبل الجنوب، فصلوا وخطوا خطا، فلما أصبحوا وطلعت الشمس كانت تلك الخطوط إلى غير القبلة، فلما قفلنا من سفرنا هذا سألنا النبي ÷ عن ذلك فسكت، فنزل قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ}.


(١) ظن من يعتد به من أهل الخير والصلاح. (ح / ص).

(٢) وهو الذي اختاره الإمام المهدي # في المختصر، وصدر به الفصل.