تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}

صفحة 427 - الجزء 4

  أما حيث يجب: فذلك النظر في المصنوعات ليتدبر أثر الحكمة فيها، ليستدل على أن لها صانعا حيا، قادرا عالما، وكذلك يجب النظر ليستدل على مكان الماء ليتوضأ به، والاهتداء لطريق الحج، وإرشاد الضال ونحو ذلك.

  وأما حيث يحظر: فذلك النظر إلى العورات، والصور الحسنة من محرم أو أجنبي لقضاء الشهوة، وقد أفرد لذلك أبواب ذكرت فيها النواهي {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً}⁣[الإسراء: ٣٦] وقوله تعالى: {يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ}⁣[غافر: ١٩].

  وروى الحاكم | في السفينة أخبارا منها قوله ÷: «النظر إلى محاسن المرأة سهم من سهام إبليس، فمن تركه أذاقه الله طعم عبادته».

  وقال داود #: امش خلف الأسد والأسود ولا تمش خلف المرأة.

  وقيل ليحيى بن زكرياء # ما بدء الزنى؟

  قال: التمني، والنظرة.

  وقال عيسى #: لا يزني فرجك ما غضضت بصرك.

  وقال عيسى #: إياكم والنظرة، فإنها تزرع في القلب الشهوة، وقال نبينا ÷: «العينان تزنيان».

  وقال #: «زنى العين النظر» ومن المحرم نظر الغير بعين الاستحقار.

  وأما المكروه: فقد ذكرت صور وهي نظر الزوج باطن فرج امرأته، ونظر سرة غيره ذكره⁣(⁣١) لخشية نظر العورة، ونظر فرج نفسه وما يخرج


(١) بياض في الأصل كلمة ص ٢٣٢.