قوله تعالى: {والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا}
  رسول الله ÷ عن الشعر فقال: «هو كلام حسنه حسن، وقبيحه قبيح» وورد ذمه بقوله تعالى: {وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ} وقوله ÷: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا».
  وروي عن مسروق أنه سئل عن قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}[لقمان: ٦] قال: الغناء والشعر.
  وروي عن عطاء أن إبليس قال: يا رب أخرجتني من الجنة فأين بيتي؟ قال: «الحمام» قال: فأين مجلسي؟ قال: «السوق» قال: فما قراءتي؟ قال: «الشعر».
  وورد إباحته بقوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ}.
  «إن من الشعر لحكما» وقد كان أصحاب رسول الله ÷ يتناشدون الأشعار، وينشدون بين يدي رسول الله ÷ فلا ينكر بل يستحسنها، وقد روي الشعر لعلي # وكثير من الأئمة والعلماء.
  قال في مسالك الأبرار: إن أعرابيا دخل على رسول الله ÷ يشكو الجدب وأنشده أبياتا منها:
  أتيناك والعذراء تدمى لثاتها ... وقد شغلت أم الصبي عن الطفل
  وليس لنا إلا إليك فرارنا ... وأين فرار الناس إلا إلى الرسل
  فدعا رسول الله ÷ فمطروا أسبوعا، وجاء الناس يصيحون الغرق الغرق، فدعا رسول الله ÷ فانجابت السحابة حول المدينة كالإكليل، وقال ÷: «لله در أبا طالب لو كان حيا لقرت عيناه من ينشدنا قوله».
  فأنشده علي بن أبي طالب من قصيدته الطويلة، وقال: لعلك عنيت، قوله:
  وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
  يلوذ به الهلاك من آل هاشم ... فهم عنده في نعمة وفواضل