تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {بين يدي الله ورسوله}

صفحة 239 - الجزء 5

  ومنها: ما رواه الترمذي وسنن أبي داود بالإسناد إلى صلة⁣(⁣١) قال:

  كنا عند عمار في اليوم الذي يشك فيه فأتي بشاة - في الترمذي - مصلية فتنحى بعض القوم فقال عمار: من صام هذا اليوم فقد عصى أبا القاسم ÷.

  قال في الترمذي: قال أبو عيسى: حديث عمار حسن صحيح، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي ÷ ومن بعدهم من التابعين، وبه يقول سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وعبد الله بن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق.

  قال أهل المذهب: ما ورد من النهي متأول على أنه صامه بنية القطع، قال من كرهه: لا ملجأ إلى التأويل، والخاص مقدم على العام، وما روي من طريق ابن أبي شيبة لم يذكره في الصحاح، وهاهنا فرع وهو أن يقال: إذا قلنا بترجيح صومه بنية مشروطة لما ورد من الأدلة المتقدمة فهل يترك صومه الآن؟ لأن قد صار ذلك عادة الباطنية.

  قلنا: قد روي هذا عن الإمام المهدي علي بن محمد، وعن الفقيه علي بن يحيى، والمسألة في محل النظر؛ لأن ترك ما يثبت شرعا لمخالفة المبتدعين لا يصح.

  الثمرة الثالثة: في حكم من قتل مسلما يعتقد كفره، وقد تقدم ما ذكر من قتل الرجلين الذين من بني سليم أنه صلّى الله عليه قال لمن قتلهما:


(١) صلة: هو صلة بن زفر، وهو أبو بكر ويقال له: أبو العلى العنسي الكوفي أحد أعيان التابعين سمع عن حذيفة وابن مسعود وغيرهما من الصحابة مات في زمن مصعب بن الزبير - صلة - بكسر الصاد وتخفيف اللام، وزفر - بضم الزاي وفتح الفاء.