قوله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم}
  فظاهر منها، فأتت رسول الله ÷ فقالت: إن أوسا تزوجني وأنا شابة مرغوب فيّ، فلما خلى سنى ونثرت بطني جعلني عليه كأمه.
  وروي أنها قالت: إن لي صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إليّ جاعوا، قال: «ما عندي من أمرك شيء».
  وروي أنه قال لها: «حرمت عليه» فقالت: يا رسول الله ما ذكر طلاقا، وإنما هو أبو ولدي، وأحب الناس إليّ، فقال: «حرمت عليه» فقالت: أشكو إلى الله فاقتي ووجدي، كلما قال رسول الله ÷ حرمت عليه، هتفت وشكت إلى الله، فنزلت الآية.
  وقيل: نزلت في سلمة بن صخر، وقيل: اسم المرأة خولة بنت ثعلبة عن مقاتل، وقتادة، وقيل: جميلة، ولما نزلت الآية دعا رسول الله ÷ زوجها وقال: «ما حملك على ما صنعت»؟ قال: الشيطان، فقال له: «أتستطيع العتق»؟ قال: لا، قال: «هل تستطيع صوم شهرين متتابعين»؟ فقال: يا رسول الله إن لم أكل في اليوم ثلاث مرات كل بصري، وظننت أني سأموت، فقال: «هل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا» فقال: لا والله، قال: «إني معينك، وأعطاه خمسة عشر صاعا» هكذا في التهذيب.
  وروي أنه ÷ قال لها: «يعتق رقبة» قالت: لا يجد، قال: «فليصم شهرين متتابعين» فقالت: يا رسول الله، شيخ كبير ما به من صيام، قال: «فليطعم ستينا مسكينا» قالت: ما عنده من شيء يتصدق به، قال: «فإني سأعينه بعرق من تمر» قالت: يا رسول الله، وإني أعينه بعرق آخر، قال: «أحسنت، اذهبي فاطعمي عنه ستين مسكينا، وارجعي إلى ابن عمك» فاختلف في الرواية في العرق هل هو ستون صاعا أو ثلاثون أو خمسة عشر.
  وفي السنن عن سلمة بن صخر قال: كنت امرأ أصيب من النساء ما