تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول}

صفحة 462 - الجزء 5

  قوله تعالى: {عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ}⁣[الجن: ٢٦ - ٢٧]

  ثمرة ذلك: أن الإمام ليس من شرطه أن يعلم الغيب خلاف قول الإمامية، ويدل على بطلان قول المنجمين والكهنة؛ لأن الله تعالى قد خص الرسل من بين المرتضين بالاطلاع على الغيب وهم⁣(⁣١) أبعد من الارتضاء وأقرب إلى السخط.

  وأما دلالة الآية على نفي الكرامات للأولياء فقد قال الزمخشري: إنها دالة على نفيها، والاستدلال بها على ذلك ليس بالظاهر، فهذه مسألة خلاف بين العلماء، وهي هل يجوز ظهور خوارق العادة على غير الأنبياء.

  قال أبو هاشم وبعض القضاة: لا يجوز؛ لأن ذلك إنما جعل لتمييز المدعي للنبوة من غيره.

  وقال الأكثر من الشيوخ والمؤيد بالله بجوازها، كما جاء في أمر مريم وأهل الكهف، ويقولون: إنما يمنع ظهور الخوارق على من ادعى النبوة كاذبا، لا على من لم يدع، وهذه المسألة مبسوطة.

  إن قيل: فما يقولون فيمن يتعاطى علم الرمل وعلم الكتف⁣(⁣٢).

سورة المزمل

  

  قوله تعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً}⁣[المزمل: ٢]


(١) يقال: إن ادعى بذلك علم الغيب كفر وإلّا أثم فقط.

(٢) أي المنجمون والكهان تمت.