قوله تعالى: {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم}
  المحصلين(١)، والإمام المهدي(٢): إن نجاسته مخففة، فيعفى عن قدر حبة الذرة، ويخصص العموم بخشية الوقوع في الحرج.
  الحادي عشر
  في جنين ما يؤكل لحمه إذا خرج من المذكاة ميتا، فقال الأكثر من أهل البيت $، وأبو حنيفة: إنه نجس
  غير مأكول، لدخوله في عموم الميتة، وقال أبو يوسف ومحمد، والشافعي: إنه طاهر مأكول.
(١) بعض المحصلين هو: الفقيه ح، والإمام المهدي المراد به الإمام أحمد بن الحسين.
(٢) الإمام المهدي: هو أحمد بن يحي بن المرتضى، الحسني، الهدوي الإمام المهدي، أبو الحسن، قال السيد الحافظ: هو إمام الزيدية في كل فن، وقال القاضي: ارتضع ثدي العلم، وربي في حجر الحلم، وقدره لا يحتاج إلى وصف واصف، ومحله يغني عن تعريف عارف، كما قال بعضهم:
نحن الكرام وأبناء الكرام فإن ... تجهل مكارمنا فاسأل أعادينا
وقال السيد محمد بن إبراهيم #:
غرق الضلال ببحرك الزخار ... فافخر على الأقران أي فخار
الأبيات. قال بعضهم: مهما باشرت علم الفقه وجدت الجم الغفير يغترفون من بحره، وينتجعون من غيثه، وزنينه، فالدفاتر بعده وإن تعددت فشيخها أحمد، أو عددت العلماء فهو واسطة عقدها المنضد، أو خضت علم الكلام إلى الغايات وجدت من بعده يتداولون العبارات، فكلم من غائص في بحره، قد التقط الدرر الفرائد، وعاطل نحره قد حلاه بالجواهر واليواقيت والقلائد، وسيرته مشهورة، قال الشيخ صالح المقبلي: «الإمام المهدي هو الذي أخرج مذهب الزيدية إلى حيز الوجود».
بويع له # لما مات الإمام صلاح الدين سنة ٧٩٣ هـ، ثم وقع ما هو معروف، وسجن في قصر صنعاء، وقيل: في الدار الحمراء، وفيه ألّف الأزهار، والغيث، ومدة حبسه سبع سنين وأشهر، إلى سنة ٨٠١ هـ ثم هيأ الله خروجه، فخرج إلى الفقيه يوسف إلى ثلا، ثم ارتحل إلى الهادي علي بن المؤيد، فاتفقا، قيل: سلم الخلافة، وقيل: لا، وبقيا على التواد العظيم إلى أن توفي الهادي، وقبض المهدي بيت المال، وقضى دين الهادي، وتوفي الإمام المهدي شهيدا بالطاعون الكبير في شهر القعدة، سنة ٨٤٠ هـ بعد وفاة المنصور بالله علي بن صلاح بتسعة أشهر، وقبره بظفير حجة مشهور.