تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}

صفحة 349 - الجزء 1

  وحكي عن ابن عباس: أنه كره التكبير يوم الفطر، وروي ذلك عن النخعي.

  وقيل: أراد بالتكبير تعظيم الله تعالى، والثناء عليه. وقيل: هو التكبير عند رؤية الهلال، ففي الحديث» أنه ÷ كان إذا رأى الهلال قال: الله أكبر، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة، والتوفيق لما تحب وترضى، ربنا وربك الله

  وقوله تعالى: {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} قال الحاكم: دل على أن التكليف نعمة لذلك أمرنا بالشكر عليه، والمعنى: لتشكروا الله.

  قال الزمخشري، قوله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ} علة الأمر {وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ} علة ما علم من كيفية القضاء، {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} علة الترخيص، وهو نوع من اللف والنشر.

  قوله تعالى: {وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}⁣[البقرة: ١٨٦]

  قيل: سبب نزولها: أن أعرابيا سأله ÷ فقال: أقريب ربنا فنناجيه؟ أم بعيد فنناديه؟ وقيل: سأل بعضهم: أين ربنا؟ وقيل: نزلت في قوم قالوا: كيف ندعو؟ وقيل: قالت اليهود كيف يسمع ربك يا محمد دعاءنا؟.

  مثّل تعالى حاله في قرب إنجاحه لحاجة الطالب بحال من قرب في سهولة تلبيته، ونحوه قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}⁣[ق: ١٦] وقوله ÷: «هو بينكم وبين أعناق رواحلكم؛ إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا» وكانوا يرفعون أصواتهم.