وقوله تعالى: {كان حلا لبني إسرائيل}
  قال في الثعلبي: عن الضحاك، قال: نذر يعقوب إن وهب الله له اثني عشر ولدا، وأتى بيت المقدس صحيحا أن يذبح آخرهم، فتلقاه ملك من الملائكة، فقال: يا يعقوب أنت رجل قوي، فهل لك في معالجة؟ فتعالجا فلم يصرع أحدهما صاحبه، ثم غمز الملك غمزة فعرض له عرق النساء.
  وروي: فغمزه في فخذه وقال: أما أني لو شئت أن أصرعك لفعلت، ولكن جعل الله هذه الغمزة مخرجا لك من نذرك.
  قال: وروي أنه لما أتى بيت المقدس أراد ذبح ولده ونسي قول الملك، فأتاه الملك وذكره، وقيل: أراد يعقوب بيت المقدس فلقيه ملك، فظن يعقوب أنه لص، فعالجه أن يصرعه، فغمز الملك في فخذ يعقوب، ثم صعد إلى السماء ويعقوب ينظر إليه، فهاج به عرق النساء، ولقي من ذلك شدة وبلاء، وكان لا ينام الليل، ويبيت وله صياح فحلف يعقوب لئن شفاه الله تعالى لا آكل عرقا، ولا طعاما فيه عرق، فحرمها على نفسه، فجعل بنوه بعد ذلك يتبعون العروق، ويخرجونها من اللحم.
  قال في الثعلبي بالإسناد إلى أنس بن مالك عن رسول الله ÷ أنه قال في عرق النساء: يؤخذ إلية كبش عربي، لا صغير ولا كبير، فتقطع صغارا فتخرج إهالته فتقسم ثلاثة أقسام، ويشرب كلّ يوم قسم على ريق النفس(١)، قال أنس: فوصفته لأكثر من مائة فبرئوا بإذن الله ø.
  قال: وعن شعبة أنه قال: حدثني شيخ في زمن الحجاج بن يوسف في عرق النساء، أقسم لك بالله(٢) الأعلى لأن لم ينته دبيبك لأكوينك
(١) هكذا في بعض النسخ، وفي النجري بهذا اللفظ، وفي بعض النسخ (ويشرب كل يوم على ريق النفس ثلاثا).
(٢) في شرح آيات النجري (أقسم بالمليك الأعلى).