تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {ولا تعضلوهن}

صفحة 303 - الجزء 2

  وقيل نزلت في الرجل تكون تحته المرأة ويكره صحبتها، ولها عليه مهر فيضارها لتفتدي بالمهر فنهوا عن ذلك، ونزلت، عن ابن عباس⁣(⁣١).

  وقيل نزلت في الرجل يحبس المرأة من غير حاجة إليها إلى أن تموت فيرثها، عن الزهري وأبي علي⁣(⁣٢).

  المعنى: {لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً} نهى الله تعالى عن عادة الجاهلية في ميراث النساء إما بأن يموت زوجها فيرثها عصبته، قيل: بغير عقد، وقيل: كان الاختيار إليه إن شاء تزوجها وإن شاء زوجها غيره، والكل منهي عنه، وقوله: {كَرْهاً} يعني من غير اختيار منهن، عن ابن عباس والحسن ومجاهد.

  وعن أبي علي والزهري⁣(⁣٣): المراد لا تحبسوهن على كراهتهن لترثوا مالهن ولا رغبة لكم فيهن إلا لهذا، وقيل: أن يسيء صحبتها لتفتدي بمالها.

  وقوله تعالى: {وَلا تَعْضُلُوهُنَ} العضل هو: المنع والتضييق، ومنه قولهم: عضلت المرأة بولدها إذا اختنقت رحمها به فخرج بعضه وبقي بعضه⁣(⁣٤)، وكانت عادتهم أن من تزوج امرأة ولم يرغب فيها ضارها لتفتدي بمالها وتختلع، فقيل: هذا خطاب للأزواج، ونهي لهم عن ذلك، وأمر لهم بتخليتهن مع عدم الرغبة، وألا يحتبسها لتفتدي بمالها، وهذا مروي عن ابن عباس وقتادة والسدي والضحاك⁣(⁣٥).


(١) فسير الطبري (٣/ ٦٥٠) رقم (٨٨٨٥).

(٢) تفسير الطبري (٣/ ٦٤٩) وما بعدها، تفسير الثعالبي (٢/ ١٩٤)، المحرر الوجيز لابن عطية (٢/ ٢٧).

(٣) الطبري (٣/ ٦٤٨) برقم (٨٨٧٨).

(٤) معنى العضل انظر القرطبي (٣/ ١٥٩)، (٥/ ٩٥)، الكشاف (١/ ٥١٣ - ٥١٤).

(٥) زاد المسير (٢/ ٤٠).