تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وأخذن منكم ميثاقا غليظا}

صفحة 312 - الجزء 2

  يقول لك: هل رضيت الحلة؟ فقال: قد رضيتها فأنكحه بصداق أربعين ألف درهم⁣(⁣١).

  قال: وروي أن الحسن بن علي تزوج امرأة فبعث إليها مائة جارية مع كل جارية ألف درهم، ذكره في الانتصار⁣(⁣٢).

  وقد كره كثرة المهر كثير من العلماء.

  وعنه ÷: «من يمن المرأة أن ييسر صداقها»⁣(⁣٣).

  قال عروة: وأنا أقول من عندي: من شؤمها أن يكثر صداقها.

  وقال ÷: «خير النكاح أيسره»⁣(⁣٤).

  وروي أن عمر قام خطيبا فقال: أيها الناس لا تغالوا بصداق⁣(⁣٥) النساء فلو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها رسول الله ÷ ما أصدق امرأة من نسائه أكثر من اثنتي عشرة أوقية، فقامت إليه امرأة وقالت: يا أمير المؤمنين ولم تمنعنا حقا جعله الله لنا والله يقول: {وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً} فقال عمر: كل أحد أعلم من عمر⁣(⁣٦).

  وقد روي ما أصدق رسول الله ÷ أكثر من اثنتي عشرة أوقية ونشا، والنش: نصف أوقية⁣(⁣٧).


(١) تفسير الثعلبي، التهذيب للحاكم الجشمي.

(٢) الانتصار للإمام يحيى بن حمزة (/ خ) رهن التحقيق.

(٣) أخرجه المتقي الهذري في منتخب كنز العمال (٦/ ٥٦٠)، وعزاه لأبي نعيم في الحليو عن عائشة.

(٤) أخرجه الحاكم والبيهقي في السنن بلفظ: «خير الصداق أيسره»، انظر منتخب كنز العمال (٦/ ٤٧٧).

(٥) في نسخة (بصدق النساء).

(٦) لكشاف (١/ ٥١٤).

(٧) أخرجه الخازن في تفسيره (١/ ٣٦٣).