تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا}

صفحة 420 - الجزء 2

  قوله تعالى: {فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا}⁣[النساء: ٨٨]

  النزول

  قيل: نزلت في قوم أظهروا الإسلام نفاقا، ثم رجعوا إلى مكة فأظهروا الشرك، فاختلف المسلمون في قتالهم. عن الحسن ومجاهد⁣(⁣١).

  وقيل: في قوم أظهروا الإسلام بمكة وكانوا يعينون المشركين، عن ابن عباس وقتادة.

  وقيل: في الذين تخلفوا عن رسول الله يوم أحد.

  و {قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالاً لَاتَّبَعْناكُمْ}، فاختلف أصحاب رسول الله فيهم، عن زيد بن ثابت⁣(⁣٢).

  وقيل: في قوم هاجروا مع الرسول # ثم ارتدوا، واستأذنوا في الرجوع إلى مكة لبضائع لهم⁣(⁣٣).

  وقيل: في قوم أسلموا بمكة، ولم يهاجروا مع الرسول بدليل {فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا}⁣[النساء: ٨٩] وقيل: في العرنيين الذين أخذوا السرح، وقتلوا يسارا مولى رسول الله ÷.

  ثمرة الآية: تحريم الاختلاف في شأن المنافقين؛ لأنه استفهام أريد به الإنكار.

  قال الحاكم: وكذا تحريم الاختلاف في التوحيد والعدل؛ لأن الحق فيه واحد.


(١) واد المسير (٢/ ١٥٤.)، الكشاف (١٥٥٠)

(٢) المسند (٥/ ١٨٤)، البخاري (٨/ ١١٣)، مسلم (٤/ ٢١٤٢)، الكشاف (١/ ٥٥٠)، زاد المسير (٢/ ١٥٣)

(٣) الكشاف ١ (/ ٥٥٠)، زاد المسير (٢/ ١٥٣ - ١٥٤).