التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين 93 فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون 94 قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين 95}

صفحة 1244 - الجزء 2

  والاتباع: لحوق الثاني بالأول لما له به من التعلق.

  والحنيف قبل: المستقيم، وقيل: المائل إلى الحق.

  · الإعراب: يقال: ما أصل (على) وما معناه في قوله: «عَلَى اللَّه الكَذِبَ» وما الفرق بين قوله: كذب عليه، وكذب له؟

  قلنا: أصل (على) من الاستعلاء، ومعناه في الآية إضافة الكذب إليه من جهة أنه أمر به، ولم يأمر، وأوجب ولم يوجب، وأما «كذب عليه» فإنما هو فيما يكذبه، و «كذب له» قد يكون فيما يريده.

  · النزول: قيل: لما قال النبي، ÷ لليهود والنصارى: «أنا على ملة إبراهيم»، قالت اليهود: كيف وأنت تأكل لحوم الإبل وألبانها؟! فقال ÷: «كان ذلك حِلّا لإبراهيم فنحن نحله»، فقالت اليهود: كل شيء أصبحنا اليوم نحرمه فإنه كان محرمًا على نوح وإبراهيم هلم جرا حتى انتهى إلينا، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية: «كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ»، عن الكلبي وأبي روق، وقيل: حاجهم بالتوراة فلم يجسروا على إحضارها لعلمهم بصدقه فيما أخبر به، فنزلت الآية.

  · النظم: في اتصال الآية بما قبلها وجوه:

  قيل: إنه تفصيل لتلك الجملة لأنه ذكر الإنفاق مما يحب، وكان مما يحب الطعام فرغب فيه وذكر حكمه، عن علي بن عيسى، وقيل: لما تقدم محاجتهم في