قوله تعالى: {قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا 78 أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا 79 وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا 80 فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما 81 وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا 82}
  قتله خوفاً على أبويه أن يرهقهما طغياناً وكفرًا، يعني لو عاش لكفرا بسببه، فوجب في الحكمة قتله.
  وتدل على أن فعل العبد حادث من جهته؛ إذ لو كان خلقًا لله تعالى لكان لا يختلف حاله عاش الغلام أو مات.
  وتدل على جواز الاستطعام وجواز أخذ الأجرة كما في شريعتنا.
  وتدل على أن كل من رأى من أمر اللَّه تعالى شيئاً يقطع أنه حكمة وإن لم يعلم تفصيله.
قوله تعالى: {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ٧٨ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ٧٩ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ٨٠ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ٨١ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ٨٢}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وأبو عمرو: «يُبَدِّلَهُمَا» بفتح الباء وتشديد الدال، وكذلك في (المتحرم): {أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا}[التحريم: ٥]، وفي (القلم): {عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبَدِّلَنَا خَيْرًا}[القلم: ٣٢] مشددة الدال في جميع القرآن، وقرأ الباقون ساكنة الياء خفيفة الدال، وهما لغتان أبدَل يبدِل، وبدَّل يبدِّل.