التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار 48 وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد 49 سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار 50 ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب 51 هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب 52}

صفحة 3903 - الجزء 5

  · الأحكام: تدل الآية على أن كل عمل محفوظ عند اللَّه ليجازي به.

  وتدل على أن مكرهم وإن عظم فلن يضر رسله ودينه.

  وتدل على أنه لا يخلف وعده ووعيده، فيبطل قول المرجئة.

  وتدل على أن المكر فعلهم حادث من جهتهم، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.

قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ٤٨ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ٤٩ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ ٥٠ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ٥١ هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ٥٢}

  · القراءة: قرأ ابن عمر وأبو هريرة وسعيد بن جبير وقتادة وعكرمة والربيع بن أنس وزيد عن يعقوب: «قِطرٍ آنٍ» علي كلمتين بكسر قاف قطر وتنوين الراء وبهمز (آنٍ) وتنوينها، والمراد قد انتهى حره، قال قتادة: وهو الصفر الذائب، وقيل: من نحاس ومنه: {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ٩٦}⁣[الكهف: ٩٦] والقراء كلهم على فتح القاف والراء وكسر الطاء على كلمة واحدة. قال الحسن: هو القطران للإبل؛ لأن النار أسرع إليه، وقرأ عيسى بن عمر بفتح القاف وسكون الطاء، وهي لغة.

  · اللغة: التبديل: التغيير برفع الشيء إلى بدل، بدله وأبدله بمعنى.

  والبروز: ظهور الشيء فيما كان ملتبسًا به، برز بروزًا وهو بارز، وبارز قرنه في الحرب مبارزة.