التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين 109 فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون 110 إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون 111 قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين 112 قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين 113 قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون 114}

صفحة 5098 - الجزء 7

قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ١٠٩ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ١١٠ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ١١١ قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ١١٢ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ ١١٣ قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ١١٤}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وحمزة والكسائي: «سُخْرِيًّا» بضم السين، وفي (ص) مثله، وقرأ الباقون بكسر السين في السورتين، واتفقوا في سورة (الزخرف): {لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا}⁣[الزخرف: ٣٢] أنه بضم السين إلا ما روي عن ابن محيصن.

  قال الخليل وسيبويه: هما لغتان بمعنى الهزء، كقولهم: بحر لجُيّ، وكوكب دُرِّيّ، وكرسي.

  وقال الفراء والكسائي: الكسر بمعنى الاستهزاء بالقول، والضم بمعنى التسخير، والاستعباد في سورة (الزخرف) بهذا المعنى يضم.

  قرأ حمزة والكسائي: «إنهم» بكسر الألف على الاستئناف. وقرأ الباقون بالفتح على معنى لأنهم، ويحتمل أن يكون نصباً لوقوع الجزاء عليه، أي: جزيتهم اليوم الفوز بالجنة.