التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون 149 أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون 150 ألا إنهم من إفكهم ليقولون 151 ولد الله وإنهم لكاذبون 152 أصطفى البنات على البنين 153 ما لكم كيف تحكمون 154 أفلا تذكرون 155 أم لكم سلطان مبين 156 فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين 157}

صفحة 5953 - الجزء 8

  ومتى قيل: كيف بقي في بطنه من غير غذاء؟

  قلنا: إن كان مدة قصيرة فذلك معتاد، وإن كانت طويلة كانت معجزة له.

  ومتى قيل: لم أضيف النبذ إلى الله تعالى؟

  قلنا: لأنه المسبب بإعطاء الحوت القوة، وبإعطاء يونس قوة، وبإرادته ذلك، وتعبده يونس بتلك الأحوال.

  وتدل على أن التسبيح في الرخاء يصرف البلاء في حال الشدة.

  وتدل على أنه بعث إلى قوم خاص، فتدل على أن الرسالة قد تعم، وقد تخص.

قوله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ١٤٩ أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ ١٥٠ أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ ١٥١ وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ١٥٢ أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ١٥٣ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ١٥٤ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ١٥٥ أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ ١٥٦ فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ١٥٧}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع: «اِصْطَفَى» بوصل الألف والابتداء بكسر الألف على طريق الخبر عن المشركين، تقديره: [يقولون]: ولد الله واصطفى، وقرأ الباقون بقطع الألف وفتحها على طريق الاستفهام.

  · اللغة: الاستفتاء: طلب الفتيا، والفتيا: بيان الحكم بطريقة الحق، ومنه: الفتوى والفتيا، إذا ضممت الفاء بالياء لا غير، نحو: عُلْيَا، وإذا فتحت الفاء بالواو نحو: شكوى ونجوى.