التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون 281}

صفحة 1068 - الجزء 2

  وقد اختلفوا في ظهور العسرة فقيل: إذا قال: أنا معسر لا يحبس حتى يظهر يساره، وهو قول الحسن، ومنهم من قال: يحبس ثم يسأل عنه. فإن ظهر إعساره خلي عنه، وهو قول أهل العراق.

  وتدل على بطلان قول من يقول: يؤاجر الغريم المعسر؛ لأنه لو وجب ذلك ما وجب الإنظار.

  وتدل الآية على بطلان مذهب الجبر من وجوه:

  منها: أنه أسقط الطلب عن المعسر في الدَّين لعدم ذلك فبأن يسقط التكليف عنه وهو غير قادر ولا متمكن أولى.

  ومنها: أن عندهم مع اليسار إذا لم يَخْلُقْ فيه الدفع وقدرة الدفع يسقط، فحاله عند اليسار كحاله عند الإعسار، فكيف يفصل تعالى بين الحالتين في الغرماء؟

  ومنها: أنه أمر بإنظار المعسر بترك التشدد. والحبس؛ لأجل التعذر فكيف يطلب مَنْ لا يقدر على الإيمان ولا يمكنه منه، بل خلق فيه ضده، ثم إذا لم يحصل يعاقبه بنار الأبد؟. !.

قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ٢٨١}

  · القراءة: قرأ أبو عمرو ويعقوب: «تَرْجِعُونَ» بفتح التاء أي تصيرون، أضاف الفعل إليهم، وقرأ الباقون بضم التاء يعني تردون على ما لم يسم فاعله.

  · اللغة: توفيت الشيء واستوفيته: أخذته كاملاً.