التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم 54 وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين 55}

صفحة 2249 - الجزء 3

  الدين لتكونوا شاكرين صابرين»، وروي أنه قال: «يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بكذا سنة».

  وروي: «أن آخر من يدخل الجنة من الصحابة عبد الرحمن لكثرة ماله».

  وروي: «أن عليا لما توفي لم يخلف شيئًا».

قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٥٤ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ٥٥}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع: «كتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ» بنصب الألف «فإنه غفور» بكسر الألف، وقرأ عاصم وابن عامر ويعقوب بالنصب فيهما، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي بكسر الألف فيهما، أما قراءة نافع فنصب (أن) لوقوع الكناية عليه، وهو بدل من الرحمة، وكسر «فإنه» على الابتداء، وأما عاصم وابن عامر فجعلا كل واحد منهما مفعول «كتب».

  قال الكسائي: من كسر الأول فعلى استئناف الكلام، ومن نصب فعلى تكرار الفعل، أي إنه وأنه، وأما من كسرهما فعلى الابتداء، قالوا: تم الكلام عند قوله: «الرحمة»، ثم استأنف (إنه).

  واختلفوا في قوله: «ولتستبين» على ثلاث قراءات، فقرأ أبو جعفر ونافع