قوله تعالى: {إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين 37}
  وتدل على أن التقوى فعلهم. يستحقون بها النصر من عند اللَّه.
  واختلفوا في تحريم القتال في الأشهر الحرم، فقيل: كان حرامًا ثم نسخ بقوله: «وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً» عن عبادة، وعطاء الخراساني، والزهري، وسفيان. وروي أن النبي «قاتل هوازن في شوال وبعض ذي القعدة».
  وقيل: إنه غير منسوخ، ولا يجوز القتال في الأشهر الحُرُم، وفي الحرم إلا أن يبدؤوا بالقتال، عن عطاء بن أبي رباح، والأول عليه الأكثر، وهو الصحيح.
قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ٣٧}
  · القراءة: قرأ نافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب: «النَّسِيءُ» بالمد والهمزة، وهو قراءة الحسن وعلقمة وقتادة ومجاهد والأعمش، واختيار أبي عبيدة وأبي حاتم، وهو مصدر كالشعير والحريق، ويجوز أن يكون مفعولاً مصروفًا إلى «فعيل»، مثل الجريح والصريع واللعين، وتقديره: الشهر المؤخر.
  وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي وطلحة وشبل: «إنما النَّسْءُ» ساكنة السين