قوله تعالى: {وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}
  «وَإيَّايَ فَارْهَبُونِ» يعني خافوا عذابي؛ لأن الخوف يكون من المضار، ولا مضرة أعظم من العقاب، وأمر بالتحذير منه لمجانبة معاصيه.
  ومتى قيل: قد يحصل هذا الخوف لجميع المكلفين، فكيف يحصل الخوف؟
  قلنا: الخوف قد يحصل بتيقن الضرر، وبتوهم الضرر، ثم قد يكون خوف العقاب، ويكون تحرزًا عن إحباط الثواب والإضْرَارِ بذلك، كخوف الأنبياء.
  · الأحكام: الآية تدل على وجوب شكر النعمة والتحدث بها عند لحوق التهمة.
  وتدل على وجوب الوفاء بعهد اللَّه، وهي أوامره ونواهيه.
  وتدل على أن كثرة النعمة تقتضي الرهبة من كفرانها بالمعصية وإلحاق الوعيد بكتمانها.
  فتدل على أن أفعال العباد فعلهم؛ إذ لو خلق اللَّه فيهم لما صح العهد والأمر والنهي والوعد والوعيد؛ إذ لو خلق فيهم الكفر لأظهروا من غير هذه المعاني، وإن لم يخلق لما أظهروا مع هذه المعاني، بَيَّنَ أن مذهب الجبر يؤدي إلى بطلان الرسل والكتب والأمر والنهي.
قوله تعالى: {وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ٤١}