التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون 41 لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون 42 عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين 43}

صفحة 3125 - الجزء 4

  قال: وكان النبي (يدخل بيت أبي بكر كما يدخل بيته، فلما أرادوا الرحيل جاؤوا بناقتين فانطلقوا إلى النبي وأبي بكر وأبي عامر بن فهيرة وعبد اللَّه بن أريقط الليثي.

  وروي أنه لم يرهم عند الخروج طَلَبٌ إلا سراقة بن مالك بن جعشم، فقال النبي: «اللَّهم اكفناه» فساخت فرسه في الأرض إلى بطنها، فعاهده لا يسوؤه بسوء، فدعاه ونجاه اللَّه، فمضى حتى نزل على خيمتي أم معبد، فسارا حتى نزلا المدينة.

  قال أنس بن مالك: ما رأيت يومًا قط أحسن من يوم قدومه، وما رأيت يومًا قط أقبح من يوم قبض.

  ونزل على بني النجار أخوال عبد المطلب، وقال: «أ كرمهم بذلك»؛ لأنهم تنازعوا أين ينزل.

  وروي أن أول من قدم مصعب بن عمير: ثم عمار وسعد، ثم عمر في عشرين راكبًا، ثم تتابع الناس، وروي أن عمر هاجر قبله. واللَّه أعلم.

قوله تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٤١ لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ٤٢ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ٤٣}