قوله تعالى: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين 75 فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون 76 فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون 77 ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب 78}
  · الأحكام: تدل الآية أن القوم طعنوا في الدين حال غيبتهم، وأن الطعن فيه كفر.
  وتدل أن القوم لم يجدوا مغمزًا ولا مطعنًا إلا أن أغناهم اللَّه من فضله.
  وتدل على أن التوبة من الكفر مقبولة، ففيما دونه أولى، فكذلك القتل.
  وتدل على أن كل من تولى عن التوبة وطاعة اللَّه ليس له إلا العذاب، وذلك ترغيب في الطاعة، وزجر عن المعصية.
  وتدل على أن أهل النار ليس لهم ناصر ولا شفيع.
  وتدل على أن ذلك القول والحلف بعده كذبًا وكفرهم كل ذلك فِعْلُهُمْ، وليس بخلق اللَّه تعالى، فيبطل قول مخالفينا في المخلوق.
قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ٧٥ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ٧٦ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ٧٧ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ٧٨}
  · اللغة: العهد: الميثاق، وهو العقد الموكل باليمين، والعهد أيضًا الوصية، والعهد الضمان.
  والبخل: منع النائل، وقد صار في الشرع اسمًا لمنع الواجب؛ لأن البخل صفة نقص.