التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين 7 إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين 8 اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين 9 قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين 10}

صفحة 3598 - الجزء 5

  وتدل على أن النبوة من النعم العظام.

  وتدل على أن النبوة ليست بمستحقة.

  وتدل على جواز أنبياء في وقت واحد.

  وتدل على أنه قد يجب في بعض الأوقات إخفاء فضيلة؛ تحرزًا من الحسود.

  وتدل على أن الجد أب على ما يقوله أبو حنيفة في الجد مع الإخوة.

  وتدل على أن للشيطان تأثيرًا في المكائد وهو وسوسته، خلاف ما يقوله أبو علي.

قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ ٧ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٨ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ٩ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ١٠}

  · القراءة: قرأ ابن كثير: «لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيةٌ» بغير ألف على واحدة، حمله على شأن يوسف، وقرأ الباقون: «آياتٌ» على الجمع؛ لأن أمور يوسف كانت كثيرة، فكل واحد آية بنفسه.

  وقرأ أبو جعفر ونافع: «غَيَابَاتِ الْجُبِّ» على الجمع في الحرفين في قوله: «وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَاتِ الْجُبِّ» وقرأ الباقون: «غيابة» على الواحد في الحرفين.

  قراءة العامة: «يلتقطه» بالياء، كناية عن بعض، وعن الحسن بالتاء كناية عن السيارة.