التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين 32 قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين 33 فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم 34 ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين 35}

صفحة 3637 - الجزء 5

قوله تعالى: {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ٣٢ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ٣٣ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ٣٤ ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ ٣٥}

  · القراءة: قرأ يعقوب وحده: «السَّجنُ» بفتح السين على المصدر، يقال: سجنه سَجْنًا: إذا أوقعه في الحبس، وقرأ الباقون بكسر السين، على الاسم، وهو الحبس.

  · اللغة: اللوم: العذل لُمْتُهُ ألومه لَوْمًا، ورجل ملوم، والمليم الذي يستحق اللوم، واللوماء: الملامة، واللامة الأمر يلام عليه، ورجل لُوَمَة بفتح الواو يلوم الناس، وبسكونها يلومه الناس، واللوم نظير الذم، وهو الوصف بالقبيح على جهة التحقير، ونقيضه: الحمد.

  والسجن: المنع عن التصرف بالحبس، سجن يسجن سَجْنًا، والسَّجَّان: المتولي للحبس، والسِّجْن بكسر السين: موضع الحبس.

  والاستعصام: الامتناع عن طلب المعصية، وأصله: العصمة، وهو المنع، ومنه: {لَا عَاصِمَ اليَومَ}.

  والصَّغَار: الذل والهوان. والصبو: الميل إلى الشيء، صَبَا صَبْوًا وصِبىً وُصُبوًّا وصَباءً، وصبا إذا مال، وهو صابي، قال الشاعر:

  إِلَى هِنْدٍ صَبَا قَلْبِي ... وَهِنْدٌ مثِلُها يُصْبِي