التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {كما أنزلنا على المقتسمين 90 الذين جعلوا القرآن عضين 91}

صفحة 3984 - الجزء 6

قوله تعالى: {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ ٩٠ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ٩١}

  · اللغة: عضين: جمع مأخوذ من قوله: عضيت الشيء، أي: فرقته وبعضته، قال رؤبة:

  وَلَيْسَ دِينُ اللهِ بِالمعضَّى

  وواحد العضين: عِضَة، نحو: عزة وعزين، قال أبو القاسم: واحده عضو وعِضَة، وأصله: عضهة، ذهبت هاء الأصلية كما حذفت الهاء من السفه، وأصلها سفهة، ومن الشاة وأصلها شاهة، يدل عليه التصغير، يقال: سفيهة وشويهة.

  · الإعراب: «كما» الكاف للتشبيه، أي: أنزلنا عليك كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ، وقيل: أنذركم عذاباً كعذاب المقتسمين، و «عضين» نصب ب «جعلوا».

  · النزول: قيل: نزلت الآية في أهل الكتاب، عن ابن عباس، والحسن وجماعة.

  وقيل: لما آمنوا ببعض وكفروا ببعض نزلت فيهم، عن جماعة من المفسرين.

  وقيل: نزلت في أهل مكة تفرقوا على طرق الناس. ويصدونهم عن الإيمان، عن الأصم وجماعة.

  قال مقاتل: وكانوا ستة عشر رجلاً، فيهم أبو جهل عليه اللعنة.