التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا 58}

صفحة 1601 - الجزء 2

  ونعت الشيء بمثل لفظه يكون مبالغة كقولهم: داهية دهياء، وليل أليل، عن أبي مسلم، ويقال: ليس في الجنة حر ولا برد، وأوقاتها سواء.

  · الأحكام: تدل الآية على أن عذاب الكفار دائم.

  وتدل على أن النار تؤثر في جلودهم، وأنه يعيدها صحيحة حالاً بعد حال، والصحيح فيه القولان الأولان.

  وتدل على أنه يشترط في دخول الجنة الأعمال الصالحة مع الإيمان، فيبطل قول المرجئة.

  وتدل على أن لهم فيها أزواجا مطهرة، فيبطل قول الباطنية، وقد ورد الخبر بأن مَأْكَلَهُمْ ينقلب عرقًا يفوح منه رائحة المسك.

  ويدل آخر الآيات على أن حال الجنة لا يتغير حتى يتردد بين حر وبرد، بل يكون على ما يُشتهى ويُتمنَّى.

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ٥٨}

  · اللغة: بناء يعظ من الفعل يَفْعِلُ، لكنه معتل، تقول: وعظ يعظ، كقولك وعد يَعِدُ، ووقف يقف، والأمر بالخير يسمى وعظًا، والنهي عن الشر يسمى وعظًا.

  والفرق بين سميع وسامع أن سامعًا يدل على وجود المسموع؛ لأنه يتعدى من سمعتُ كلام فلان فأنا سامع له، وسميعًا مَنْ كان على صفة إذا وجد المسموع سمعه، وكذلك الفرق بين بصير ومبصر.