التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا 37 لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا 38 ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا 39 فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا 40 أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا 41}

صفحة 4413 - الجزء 6

  وثالثها: يحتمل أنه كان مع كفره قال بالبعث في ذلك الوقت كما يقول كثير من الكفار.

  · الأحكام: تدل الآية على أن كل واحد ممن أخلد إلى الدنيا وممن طلب رضا ربه يؤول أمره إلى ما يستحقه.

  وتدل على أنه لا ينبغي أن يغتر بالدنيا لأن نعيمها لا يدوم.

  وتدل على بطلان الظن.

  وتدل على أن الرجل كان شاكاً في البعث، عن أبي علي.

  وتدل على أن الشك في البعث كفر.

  وتدل على أن المعارف ليست ضرورة، عن أبي علي ويستدل على أن أخاه حاجه لذلك قال: «يحاوره» فتدل على صحة الحجاج في الدين.

  وتدل على أن ما فعله وقاله فعله، وكذلك الظلم لذلك أضافه إليه.

قوله تعالى: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ٣٧ لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ٣٨ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا ٣٩ فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا ٤٠ أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا ٤١}