قوله تعالى: {ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا 61 سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا 62 يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا 63 إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا 64 خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا 65 يوم تقلب وجوههم في النار يقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا 66 وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا 67 ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا 68}
  قلنا: ليس في الظاهر ما يدل عليه، وإن وجب بالسنة أو الإجماع إن حصل، ويقصد المؤمنين منهم دون الفساق.
  ثمْ اختلفوا في الآل، قيل: مَنْ تبعه وقَبِلَ شريعته وعمل بها، وقيل: بل أقرباؤه المختصون به.
  وتدل على عظم المعاصي، وأنه بمنزلة إيذاء اللَّه، وعلى عظم إيذاء الرسول، والأقرب أن المراد بالإيذاء في الله تعالى هو وصفه بما لا يليق به نحو مقالات الكفار والمبتدعة.
  وتدل على تحريم أذى المؤمنين، فيدخل فيه كل ما يؤذيه من غيبة وبهتان، وشتم وضرب، وظلم وشهادة زور.
  وتدل على أن ذمهم بما اكتسبوه يحل وقد وردت السنة: «لا غيبة لفاسق، واذكروا الفاسق بما فيه».
  ويدل قوله: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ} على وجوب الستر.
  وتدل على أنه لا يخلق الفاحشة، ولا يريدها؛ لأنه أمر بالستر ليكون أبعد عن الفاحشة، فكيف يخلقها ويريدها؟
  وتدل على أن الأذى فعل العبد، ليس بخلق الله تعالى.
قوله تعالى: {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ٦١ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ٦٢ يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ٦٣ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا ٦٤ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ٦٥ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ٦٦ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ٦٧ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ٦٨}